العصر الجوراسي

العصر الجوراسي (بالإنجليزية: Jurassic Period) هو الفترة الثانية (المتوسطة) من الفترات الثلاث التي تتكون منها حقبة الحياة الوسطى (بالإنجليزية: Mesozoic Era)، وبدأ هذا العصر قبل 201.3 مليون عام، وانتهى قبل 145 مليون عام، ويسبقه مباشرة العصر الترياسي ويليه العصر الطباشيري.[١]


مميزات العصر الجوراسي

يتميز العصر الجوراسي بعدة مميزات، من أهمها:


المناخ الجيد

تميّز العصر الجوراسي بمناخ دافئ ورطب؛ أدّى إلى ظهور النباتات الخصبة، ووفرة الحياة، وأعداد كبيرة من الديناصورات الجديدة، حيث تغير مناخ الأرض من حار وجاف إلى رطب وشبه استوائي.[٢]


زيادة المحيطات والبحار الضحلة

انفصلت شبه القارة العملاقة بانجيا (بالإنجليزية: Pangaea) في هذا العصر، ونتيجة لهذا التفكك زادت مساحة الفراغات بين الأجزاء المفككة، وغمرت المياه الفراغات بينهم، مما أدّى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر داخل القارات المتشكلة، فتكونت المحيطات والبحار الداخلية الضحلة،[٢] وحدثت ولادة وسط المحيط الأطلسي في نهاية العصر الجوراسي الأوسط.[٣]


الأهمية الجغرافية

تمّ تحديد معظم المعالم القارية اليوم مع نهاية العصر الجوراسي، على الرغم من أنّها ليست في مواقعها الحالية، فقد كانت القارة العملاقة بانجيا وما تُسمّى أمريكا الشمالية اليوم تقعان في المنطقة الاستوائية لمعظم العصر الجوراسي.[٣]


الأهمية الاقتصادية

يُعد العصر الجوراسي مهمًا حتى يومنا هذا، فهو يمتلك ثروة من الأحافير التي شكلت العديد من الموارد مثل: حقول النفط الموجودة في بحر الشمال، وهذا يعني أنّ هذا العصر له أهمية اقتصادية استمرت طيلة هذا الوقت،[٤] كما تُعدّ الرواسب الغنية بالمواد العضوية مصادر للبترول اليوم، بينما تشكلت طبقات الفحم في أستراليا والقارة القطبية الجنوبية.[٣]


سبب تسمية العصر الجوراسي بهذا الاسم

سُمي العصر الجوراسي بهذا الاسم في أوائل القرن التاسع عشر من قِبَل الجيولوجي وعالم المعادن الفرنسي (Alexandre Brongniart) نسبة إلى جبال الجورا (بالإنجليزية: Jura Mountains) الموجودة بين فرنسا وسويسرا، إذ قام علماء الجيولوجيا بدراسة صخور هذا العصر في تلك المنطقة، وقاموا بتطوير مقياس زمني جيولوجي نسبي على طبقات جوراسية في أوروبا الغربية لربط هذه الصور بالصخور الموجودة حول العالم.[١]


تقسيمات العصر الجوراسي الفرعية

يقع العصر الجوراسي بين عصرين، إذ يسبقه العصر الترياسي (بالإنجليزية: Triassic Period)، ويليه العصر الطباشيري (بالإنجليزية: Cretaceous Period)، وتظهر تقسيمات هذا العصر من الأحدث إلى الأقدم بحسب الجدول الآتي:[١]


العصر
الفترة (بالإنجليزية: Epoch)
الحين (بالإنجليزية: Age)
مليون عام مضت

الجوراسي
الجوراسي المتأخر

التيثوني
(Tithonian)
152.1 ± 0.9

الكيمريدجي
(Kimmeridgian)
157.3 ± 1.0

الأكسفوردي
(Oxfordian)
163.5 ± 0.1

الجوراسي الأوسط

الكالوفي
(Callovian)
166.1 ± 1.2

الباثوني
(Bathonian)
168.3 ± 1.3

الباجوسي
(Bajocian)
170.3 ± 1.4
الأليني
(Aalenian)
174.1 ± 1.0

الجوراسي المبكر
التورسي
(Toarcian)
182.7 ± 0.7

البلنسباخي
(Pliensbachian)
190.8 ± 1.0

السنموري
(Sinemurian)
199.3 ± 0.3

الهتانجي
(Hettangian)
201.3 ± 0.2


تطور الحياة في العصر الجوراسي

في بداية الفترة، استمر تفكك شبه القارة العملاقة بانجيا بتسارع ملحوظ، وانفصل النصف الشمالي من الأرض والذي يُسمى قارة لوراسيا (بالإنجليزية: Laurasia) إلى أمريكا الشمالية وأوراسيا، أمّا النصف الجنوبي من الأرض، ما يُسمّى قارة غندوانا (بالإنجليزية: Gondwana) فقد بدأ بالتفكك بحلول منتصف العصر الجوراسي، فانقسم كل من أنتاركتيكا، ومدغشقر، والهند، وأستراليا في الجزء الشرقي عن النصف الغربي إفريقيا، وأمريكا الجنوبية.[٢]


أخذت الصحارى الجافة تدريجيًا لونًا أكثر اخضرارًا بسبب المناخ الرطب، وظهرت بعض أنواع الأشجار، مثل: النخل السرخسي (بالإنجليزية: Cycads)، وهي أشجار شبيهة بأشجار النخيل، وكذلك الصنوبريات مثل الأروكاريا، والصنوبر، كما غطى نبات الجنكة (بالإنجليزية: Ginkgoes) نطاقات واسعة على خطوط العرض الشمالية، وظهرت أنواع من الصنوبريات عُرِفت باسم المعلاقة (بالإنجليزية: Podocarps) جنوب خط الاستواء، وظهرت أنواع عديدة من السرخسيات أيضًا،[٢] ولم تتطور النباتات المزهرة بعد ولم يكن هناك أعشاب، لذلك لم تكن السهول المفتوحة للأرض الحديثة موجودة؛ مما يجعلها عالمًا مختلفًا تمامًا عما هو عليه اليوم.[٣]


تزخر المحيطات -خاصة البحار الداخلية الضحلة التي تشكلت حديثًا- بالحياة المتنوعة والوفرة، فتوجد العديد من الكائنات البحرية مثل: أسماك القرش، والشِّفنِينِيّات، كما توفرت بعض الكائنات الحية بكثرة، مثل الأمونيت ذات القشرة الملفوفة، ورأسيات القدم الشبيهة بالحبار، والإكصوريات الشبيهة بالأسماك،[٢] كما عاد ظهور الديناصورات والأمونيت في العصر الجوراسي بشكل كبير بعد انقراضها في نهاية العصر الترياسي، وظهر المحار، وسرطان البحر، والكركند، والأسماك (الحديثة)، كما ظهرت لأول مرة أنواع من الزواحف البرمائية تُسمّى البليزوصورات (بالإنجليزية: plesiosaurs) طويلة العنق وذات الزعانف، والتماسيح البحرية العملاقة، والعديد من الحيوانات المفترسة البحرية الأخرى.[٣]


تطورت النظم البيئية للشعاب المرجانية وزاد عددها، كما ازدهر حيوان الإسفنج البحري، وهذا وفر موطنًا جيدًا لبطنيات القدم (بالإنجليزية: Gastropod)، والأعداد القليلة المتبقية من حقبة الحياة القديمة، مثل عضديات الأرجل (بالإنجليزية: Brachiopod) وزنابق البحر، كما تنوعت الحشرات، ووجدت العديد من الأشكال الحديثة، مثل: الدبابير والخنافس. وظهرت السحالي لأول مرة واستفادت في تغذيتها من تنوع الحشرات الجديد.[٣]


بقيت الزواحف هي الحيوانات البرية المهيمنة حتى بعد انقراض جزء كبير منها في نهاية العصر الترياسي، وتطورت الديناصورات بشكل أكبر، مع ظهور أكبر سحليات الورك (بالإنجليزية: Saurichians) في العصر الجوراسي العلوي، وظهرت مجموعة الديناصورات الرئيسية الأخرى وهي ديناصورات طيريات الورك (بالإنجليزية: Ornithicians) لأول مرة في العصر الجوراسي، وظهرت الديناصورات الطائرة من جميع الأحجام والتي تسمى تيروصور أو العظاءات المجنحة (بالإنجليزية: Pterosaurs) وديناصورات وحشيات الأرجل (بالإنجليزية: Theropod)، والتي أدّت لاحقًا إلى ظهور الطيور، وتوجدت كلا المجموعتين وهي مغطاة بالريش الملون.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Carol Marie Tang (12/11/2020), "Jurassic Period", Britannica, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج " Jurassic Period", National Geographic, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ Richard Paselk, "Jurassic Period", Humboldt State University, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  4. "The Jurassic Period", University of California - Berkeley, Retrieved 1/7/2021. Edited.