ما هو العصر الجيولوجي؟
يُعرف العصر الجيولوجي (بالإنجليزيّة: Geological Period) بأنّه أحد أقسام الزمن الجيولوجي، وهو الوحدة الأساسيّة لقياسه، ففي كل عصر من هذه العصور تشكّلت أنظمة محددة من الصخور، ويهتم بدراسة طبقات الصخور، وفهم الارتباطات فيما بينها، عبر دراسة الأحافير الموجودة فيها، ومعرفة أنواع الكائنات الحيّة التي وُجدت في كل فترة من فترات تكوّن كل طبقة صخريّة، ومع ظهور التأريخ الإشعاعي تمكّن الجيولوجيون من تحديد العمر الزمني المُطلق لكل عصر بشكل أكثر دقّة.[١]
ما هي ميّزات العصر الجيولوجي؟
يمتاز العصر الجيولوجي بميّزة أساسيّة، وهي أنّه يُشكّل المفتاح والدليل لفهم القصص الموجودة في العصور القديمة من خلال دراسة الصخور، إذ يستخدِمه علماء الجيولوجيا والأحافير لترتيب تسلسل الأحداث الزمنيّة التي تعاقبت على كوكب الأرض عبر ملايين السنين الماضيّة، والتي ساهمت بإعطاء الأرض الشكل التي هي عليه في يومنا الحالي، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الفترات والعُصور لم يتمّ تقسيمها بشكل عشوائي، وإنّما كانت بعد دراسات مُكثّفة ومنظّمة لتتوافق فيها كل فترة مع التغيّرات التي حصلت على الأرض من حيث المناخ، الجيولوجيا، والجغرافيا، وأيّة عوامل ومتغيّرات أخرى، إذ تُؤثّر التغيّرات التي تحصل في الأرض بحد ذاتها على الكائنات الحيّة الموجودة وتُساهم في تغييرها.[٢]
أهم العصور الجيولوجيّة
يُمكن توضيح العصور الجيولوجيّة والتسلسل الزمني لها، بالإضافة إلى ما تميّز به كل عصر من أحداث وتغيّرات على النحو الآتي من الأحدث إلى الأقدم:[٣]
- العصر الرباعي: يمتد العصر الرباعي (بالإنجليزية: Quaternary) من 1.8 مليون عام حتى وقتنا الحالي، وهو العصر الحالي، والذي نشأ فيه البشر، وحدثت فيه أغلب حركات الصفائح التكتونيّة، وبالأخص الصفائح التي شكّلت قارة أمريكا الشمالية، كما يجدر الإشارة إلى أنّ التعديلات التي حدثت نتيجة عمليّة التعرية والحركة الجليديّ.
- العصر الثالث: يمتد العصر الثالث (بالإنجليزية: Tertiary) من الفترة 66-1.8 مليون عام، وشهد هذا العصر بداية انقراض الديناصورات، وعدّة أنواع أخرى من الحيوانات، وحدثت فيه تطورات على صعيد فصيلة الثدييات، وأحيانًا يُطلق عليه اسم (عمر الثدييات)، ويضمّ خمس فترات جيولوجية (Epochs)، وهي:
- البالوسيني (Paleocene).
- الإيوسين (Eocene).
- الأوليغيوسين (Oligocene).
- الميوسين (Miocene).
- البليوسين (Pliocene).
- العصر الطباشيري: يمتد العصر الطباشيري (بالإنجليزية: Cretaceous) في الفترة بين 145-66 مليون عام، وهذا العصر من أهمّ العصور الموجودة على الكرة الأرضية؛ إذ حدثت فيه أهمّ حدث لانقراض الكائنات الحية، ومنها الديناصورات، فهنا اختفت جميع الديناصورات على وجه الكرة الأرضية، وظهرت في بداياته النباتات المزهرة لأول مرّة، كما تشير رواسب الفحم الطباشيري التي عُثر عليها في غرب الولايات المتحدة الأمريكية وكندا إلى أنّ بحرًا ضحلًا هيمن على هذه المناطق وكوّن تلك الرواسب.
- العصر الجوراسي: يمتد العصر الجوراسي (بالإنجليزية: Jurassic) في الفترة بين 201-145 مليون عام، وتميّز بالعثور على خاصيّة الحفرية الانتقالية (Fossil Progression)، والتي وجدت في جبال جورا في روسيا، ومع استمرار سيادة الديناصورات والزواحف، وظهرت الطيور لأول مرة في هذا العصر، كما شهدت بداية تفكك قارة بانجيا (Pangea)، وظهور المحيط الأطلسي بين الولايات المتحدة وغرب إفريقيا، كما ظهرت جبال الروكي؛ بسبب غوص صفيحة المحيط الهادئ.
- العصر الترياسي: يمتد العصر الترياسي أو الثلاثي (بالإنجليزية: Triassic) في الفترة بين 252-201 مليون عام، وكانت الديناصورات هي الكائنات السائدة في هذا العصر، ولا يوجد الكثير من الرواسب البحرية فيه، وكانت الصخور السائدة هي الحجر الرملي الأحمر، والأحجار الطينية، والتي لا تحتوي بداخلها على الكثير من الأحافير، ويُسمّى هذا العصر مع العصرين الجوراسي والطباشيري عصر الزواحف.
- العصر البرمي: يمتد العصر البرمي (بالإنجليزية: Permian) في الفترة بين 299-252 مليون عام، وسمي نسبة إلى منطقة بيرم في روسيا، والتي عُثر فيها على نوع الأحافير المميزة لهذه الفترة الزمنيّة، ومع نهاية العصر البرمي كانت جميع القارات مجتمعة في قارة واحدة وهي قارة بانجيا، ومنذ هذا العصر بدأت تظهر الفواصل بين القارة، والتي كانت بداية انفصال القارات عن بعضها البعض، وحدث في هذا العصر انقراض المفصليات ثلاثية الفصوص (Trilobites)، وعدد من الحيوانات البحرية الأخرى، ويُطلق على الحد الفاصل بين العصر الترياسي والبيرمي اسم الموت العظيم (The Great Paleozoic Extinction).
- العصر البنسلفاني: يمتد العصر البنسلفاني (بالإنجليزية: Pennsylvanian) في الفترة بين 323-299 مليون عام، وسُمّي تنيمنًا بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وظهرت الزواحف فيه لأول مرة، وتوفّرت فيه البرمائيات بشكل وفير، كما شهد هذا العصر بطاية ظهور وتطور المستنقعات الاستوائية، والتي سببت ترسيب كميات وفيرة من الفحم.
- العصر المسيسيبي: يمتد العصر المسيسيبي (بالإنجليزية: Mississippian) في الفترة بين 359-323 مليون عام، وتميّز بأول ظهور للزواحف، وكانت بداية ظهور المستنقعات الغنية بالفحم، ويتميّز العصر البيرمي، مع البنسلفاني مع المسيسيبي بسيادة البرمائيات.
- العصر الديفوني: يمتد العصر الديفوني (بالإنجليزية: Devonian) في الفترة بين 419-359 مليون عام، وسمي هذا العصر مع العصر السيلوري باسم عصر الأسماك، إذ شهد ظهور الأسماك، كأسماك القرش البدائيّة، ويُعتقد بوجود بعض أحافير الحشرات الأولى، كما تطوّرت في أثنائه النباتات البريّة التي بحجم أصبع اليد، وفي نهاية العصر كان هناك وجود للغابات المليئة بالأشجار التي يصل طولها إلى عشرات الأمتار، كما شهد نهاية العصر تكيّف للأسماك الرئوية، وأسماك لحميات الزعانف مع بيئة اليابسة، وتطورت البرمائيات التي تستطيع تنفّس الهواء، وأصبحت أشبه بالزواحف.
- العصر السيلوري: يمتد العصر السيلوري (بالإنجليزية: Silurian) في الفترة بين 444-419 مليون عام، وتميّز بظهور النباتات البريّة لأول مرّة، ويتميّز العصر الديفوني، مع السيلوري بسيادة الأسماك.
- العصر الأوردوفيشي: يمتد العصر الأوردوفيشي (بالإنجليزية: Ordovician) في الفترة بين 485-444 مليون عام، وانتشرت فيه اللافقاريات، مع وجود وفير للمفصليات ثلاثية الفصوص، كما تطورت عضديات الأرجل، أو ذراعيات الأرجل (Brachiopods) وأصحبت أكثر انتشارًا من المفصليات ثلاثية الفصوص، كما تطورت رأسيات القدم (Cephalopods) فيه، وأصبحت كحيوانات مفترسة، وتُعدّ من أوائل الكائنات الحيّة كبيرة الحجم، وقد شهد الجزء الأخير من العصر الأردوفيشي ظهور الأسماك للمرة الأولى، ويتميزّ هذا العصر بوجود الملح الصخري المتبخر، والجبس في معظم أمريكا الشمالية؛ بسبب وقوعها تحت البحار الضحلة خلال ذلك العصر.
- العصر الكامبري: يمتد العصر الكامبري (بالإنجليزية: Cambrian) في الفترة 541-485 مليون عام، ويُعدّ بداية ظهور الكائنات الحيّة الأولى ذات الأصداف، كما شهد هيمنة للمفصليات ثلاثية الفصوص، وكان هناك وجود لعدد كبير من الآفات المُختبة تحت الطين، والتي يتجاوز عددها 600 جنس، ويُمثّل العصر الكمبري الوقت التي ظهرت فيه الحيوانات متعددة الخلايا، والتي تمّ العثور عليها في الأحافير في ذلك العصر، ويتميّز العصر الأوردوفيشي مع الكمبري بسيادة الحيوانات اللافقارية.
- عصر ما قبل الكمبري: يمتد عصر ما قبل الكمبري (بالإنجليزية: Precambria) في فترة 4500-541 مليون عام، وقد عُثِر على أدلة أحفوريّة تُشير إلى وجود تنوّع في الكائنات المُعقّدة ومتعددة الخلايا، إذ تمثّلت هذه الدلائل بوجودها في أحافير أثريّة كالممرات وثالقوب الدوديّة، ويُعتقد أنّ أغلب الكائنات الحية الموجودة في ذلك العصر كانت تفتقر لوجود أصداف، كما عُثر على أحافير نباتية، ويتميزّ هذا العصر بافتقاره بالفحم، والنفط، أو الغاز الطبيعي، إلّا أنّها احتوت على معظم خامات الحديد الموجود على الأرض وهو الهيماتيت (Hematite)؛ هذا يدل على أنّ مستويات الأكسجين بدأت بالارتفاع، ومن أشهر الأحافير التي ترجع لعصر ما قبل الكامبري الستروماتوليت (Stromatolites) التي هي عبارة عن أكوام من المواد التي تُرسّبها الطحالب، كما عُثر في هذا العصر على أول كائنات أحادية وأخرى حقيقية النواة، ومن خلال التأريخ الإشعاعي لأقدم الصخور والنيازك الموجودة على سطح الكرة الأرضية، تمّ تحديد عمر الأرض وهو 4500 مليون عام.
المراجع
- ↑ "Period", britannica, Retrieved 14-6-2021. Edited.
- ↑ "Geologic Time Periods", fossils-facts-and-finds, Retrieved 14-6-2021. Edited.
- ↑ "Geological time scale", hyperphysics, Retrieved 5-6-2021. Edited.