نظرية زحزحة القارات

يُقصد بزحزحة القارات أو كما تعرف بالإنجاراف القاري (بالإنجليزية: Continental Drift) التحركات واسعة النطاق للقارات على مدار الزمن الجيولوجي، وتم اقتراح أول نظرية كاملة لزحزحة القارات في عام 1912م من قبل العالم ألفريد فيجنر، الذي افترض أن اليابسة قارة عملاقة واحدة تجزأت في وقت متأخر من العصر الترياسي، أي قبل حوالي 250-200 مليون سنة، وأن الأجزاء بدأت في التحرك بعيدًا من بعضنا البعض بعد ذلك، ونقلت حركات الصفائح التكتونية اللاحقة القارات إلى مواقعها الحالية.[١]


الدليل على نظرية زحزحة القارات

ألهمت خريطة القارات فيجنر في وضع نظرية تزحزح القارات، والتي تشرح التاريخ الجيولوجي للأرض، إذ كان فيجنر مفتونًا بالتوافق المتشابك لشواطئ إفريقيا وأمريكا الجنوبية، مما دفعه لإيجاد قدر هائل من أدلة الانجراف القاري، سعيًا منه لإظهار أن قارات الأرض كانت ذات يوم متصلة في قارة واحدة عملاقة، واستعان بعدة أدلة لإثبات نظريته لتزحزح القارات، ومنها:[٢][٣]


توزع النباتات والحيوانات الأحفورية

ساعدت أحافير المخلوقات والنباتات التي تم اكتشافها في قارات مختلفة على دعم فرضية فيجنر؛ بأن القارات كانت ذات يوم مرتبطة معًا قبل أن تتفكك وتبتعد، وكانت بعض الأدلة الأحفورية المكتشفة في القارات تشمل الميسوصور، الليستوصور، السيجنوثوس واللسانوبتريس.


معلومات من المناخ

بغض النظر عن الأدلة الأحفورية، استخدم فيجنر عدداً من الأدلة المناخية لإثبات واقعية نظريته، فأحد الأدلة التي استخدمها كان النهر الجليدي، إذ اكتشف فيجنر الأخاديد الجليدية في جميع القارات، واكتشف آثار الأنهار الجليدية في القارات التي لم تكن باردة بدرجة كافية لدعم تكوين الثلج في الزمن الحالي، وعندما جمع هاتين القارتين معًا، كانت الأخاديد الجليدية متطابقة تمامًا، مُشيرًا بذلك إلى أن هذه القارات كانت مرتبطة معًا في وقت من الأوقات.


التركيب المثالي للقارات

قدم فيجنر دليلًا آخر على الانجراف القاري يعتمد على النظر في الشكل المادي للخطوط الساحلية القارية، إذ يتطابق شكل الخطوط الساحلية القارية بشكل واضح مثل قطع اللغز، فعلى سبيل المثال، تتلاءم قارات أمريكا الجنوبية وأفريقيا تمامًا عند الجمع بينهما، ويشير هذا إلى أن القارات كانت ثابتة فيما مضى وانجرفت عن بعضها بمرور الوقت.


القرائن الصخرية

استخدم العالم فيجنز تكوين الصخور والسلاسل الجبلية على وجه التحديد لتقديم دليل على الانجراف القاري، حيث قدم دليلاً على أن السلاسل الجبلية الموجودة في القارات المتقابلة تتطابق بشكل جيد عندما يتم تجميعها معًا، وتُشير هذه المحاذاة المثالية لسلاسل الجبال إلى أن القارات كانت معًا في يوم من الأيام، إذ يتشابه تكوين الصخور في المواقع التي تتطابق فيها القارات، فأنواع الصخور على الجانبين المتقابلين من القارات تحمل ذات النوع، ونظرًا لأن نقاط المطابقة هذه تتكون من نفس النوع من الصخور، فإن ذلك يُعد إثباتًا على أن القارات كانت معًا مرة واحدة قبل أن تنفصل وتنجرف.


المراجع

  1. "continental drift", britannica, Retrieved 27/7/2022. Edited.
  2. Becky Oskin (14/12/2021), "Continental Drift: The groundbreaking theory of moving continents", livescience, Retrieved 27/7/2022. Edited.
  3. "Theory of Continental Drift: Causes and Evidence", eartheclipse, Retrieved 27/7/2022. Edited.