فترة العصر الترياسي

تُعد الفترة التي بدأ بها العصر الترياسي (بالإنجليزية: Triassic Period) الأولى في حقبة الحياة الوسطى (بالإنجليزية: Mesozoic Era)، إذ بدأ العصر الترياسي قبل 252 مليون سنة بعد نهاية العصر البرمي (بالإنجليزية: Permian Period)، وانتهى قبل 201 مليون سنة، وتلاه العصر الجوراسي (بالإنجليزية: Jurassic Period).[١]


أهمية العصر الترياسي

جاء العصر الترياسي والذي يُعد بداية حقبة الحياة الوسطى بعد الانقراض البرمي الهائل والذي سُمّي بالموت العظيم، حيث انقرض ما يقارب 90٪ من جميع الأنواع؛ وتشير التقديرات إلى أنّ الكوكب ربما استغرق 10 ملايين سنة تقريباً للتعافي من الدمار الناجم بعد هذا الانقراض؛ لذا شهدت هذه الفترة تنوعاً هائلاً وتغيراً في أشكال الكائنات المنتشرة على الأرض.[٢]


جاء العصر الترياسي كنقطة انتقال من أواخر حقبة الحياة القديمة التي عاشت فيها الزواحف الشبيهة بالثدييات وحقبة الحياة الوسطى التي سيطرت فيها الزواحف الأركوصورية (بالإنجليزية: Archosaurian) ومن ضمنها الديناصورات، كما أعاد هذا العصر إعادة إنشاء النظم البيئية بحسب اعتقاد العلماء الجيولوجيين، إذ غاب الفحم عن ملايين السنوات الأولى من العصر الترياسي، ويُعتقد أن هذا مرتبط بالانقراض الجماعي الذي حدث والوقت الذي استغرقته النباتات للتعافي.[٢]


تسمية العصر الترياسي بهذا الاسم

أُطلق اسم ترياس (بالإنجليزية: Trias) لأول مرة على سلسلة طبقات صخور في وسط ألمانيا التي قُسمت إلى ثلاث وحدات وهي: بونتر (بالإنجليزية: Bunter)، وموشلكالك (بالإنجليزية: Muschelkalk)، وكيوبر (بالإنجليزية: Keuper)، وهذه الطبقات تقع فوق صخور العصر البرمي وتحت الصخور الجوراسية، وأول من اقترح اسم ترياس عالم الأحافير الألماني فريدريك ألبيرتي (Friedrich A. Alberti) عام 1934م، وتم تعديل الاسم لاحقاً إلى ترياسي.[١]


التقسيمات الفرعية للعصرالترياسي

يقع العصر الترياسي بين العصر البرمي والعصر الجوراسي، وتظهر تقسيمات هذا العصر من الأحدث إلى الأقدم حسب الجدول الآتي:[١]


العصر
الفترة
المرحلة
مليون سنة مضت


الترياسي
المتأخر (Upper)

الرهتي (Rhaetian)
≈208.5
النوري (Norian)
≈227
الكارني (Carnian)
≈237
الأوسط (Middle)


اللاديني (Ladinian)
≈242
الأنيسي (Anisian)
247.2
المبكر (Lower)

الأولنكي (Olenekian)
251.2
الإندوان (Induan)
251.902 ± 0.024


جغرافية الأرض في العصر الترياسي

حدث اندماج لجميع الكتل الأرضية في بداية العصر الترياسي وشكّل هذا الاندماج قارة عملاقة سميت قارة بانجيا (بالإنجليزية: Pangaea) وامتدت هذه القارة على خط الاستواء باتجاه القطبين، واستمرت كذلك حتى ساعدت القوى التكتونية في نهاية الفترة قبل 199 مليون سنة على تقسيمها إلى قسم شمالي يُدعى لوراسيا (بالإنجليزية: Laurasia)، وآخر في الجنوب يُدعى غندوانا (بالإنجليزية: Gondwana).[٣]


أحاط المحيط العملاق العالمي المسمى "أبو المحيطات" (بالإنجليزية: Panthalassa) بقارة بانجيا، وتعرّضت المناطق القريبة من الساحل للرياح الموسمية بشكل كبير، وهذا الوضع أدى إلى بقاء المناطق الداخلية المعزولة والواسعة دافئة وجافة، ثم ملأ محيط التيثس (بالإنجليزية: Tethys) قارة بانجيا وشكل الأساس لبداية انفصالها إلى قسمين، وتواجدت عدة وديان متصدعة ومليئة بالرواسب الحمراء في أمريكا الشمالية وأفريقيا، وهذه الوديان تحتوي اليوم على أفضل الحفريات المحفوظة من الحياة الترياسية.[٣]


تطور الحياة في العصر الترياسي

شكّلت الصنوبريات في الفترة الأولى من العصر الترياسي غابات شاسعة يصل ارتفاع شجرها إلى 30 متراً، ويُعتقد أن الشجيرات والكروم الخشبية قد غطت أرض هذه الغابات، وفي الوقت نفسله لم تكن النباتات المزهرة والأعشاب موجودة بشكل كبير، وقد أدى جفاف البيئة في هذا العصر إلى وجود مروج ذات مساحات كبيرة من نبات السرخس.[٢]


شهدت المحيطات تواجداً كبيراً لحيوان الأمونيت (بالإنجليزية: Ammonite) ذو القشرة الملفوفة، والرخويات، وقنافذ البحر التي نجت من الانقراض في العصر البرمي وتنوعت بسرعة، كما ظهرت الشعاب المرجانية الأولى.[٣]


تواجدت الزواحف العملاقة بكثرة مثل: الإكثيوصورات (بالإنجليزية: Ichthyosaurs) وكانت على شكل دولفين، كما ظهرت الزواحف طويلة العنق وذات الزعانف (بالإنجليزية: Plesiosaurs) وكانت تتغذى على الأسماك والحبار القديم، التي كانت تتغذى بدورها على العوالق النباتية.[٣]


اتخذت الضفادع، والسمندل، والتماسيح، والسلاحف، والثعابين الساحل الترياسي والبحيرات والأنهار وطنًا لها، أما الزواحف الطائرة فقد كانت دائمة الطيران في الهواء، وازدهرت العناكب، والعقارب، والديدان الألفية، والمئويات، وظهرت الجنادب.[٣]


ظهرت الديناصورات الأولى في وقت مبكر، مثل طيريات الأرجل (بالإنجليزية: Ornithopods) وذات القدمين (بالإنجليزية: Proauropods) كما ظهرت الحيوانات المفترسة الصغيرة مثل: الديناصورات عظائية الورك (بالإنجليزية: Eoraptor) و الديناصورات سحلية الورك ( بالإنجليزية: Herrerasaurus).[٤]


اتضح التطور في أواخر العصر الترياسي بتطور الديناصورات والثدييات الأولى، حيث تواجد الإيوزوسترودن (بالإنجليزية: Eozostrodon) وهو أقدم الثدييات الحقيقية، وبلغ طوله مترًا واحدًا، ومن بين الديناصورات الأولى كان اللاحم ذو القدمين (بالإنجليزية: Coelophysis)، والذي نما حتى وصل طوله إلى 2.7 مترًا ووزنه إلى 45 كيلوغرامًا، وكان يتغذى على الزواحف الصغيرة والبرمائيات، كما ظهرت منذ حوالي 225 مليون سنة ما يُسمّى بالديناصورات العظاءة المسطحة العاشبة والتي بلغ طولها 8 أمتار (بالإنجليزية: Plateosaurus).[٣]


نهاية العصر الترياسي

لا توجد أسباب واضحة لما حدث في نهاية العصر الترياسي ولكن يُعتقد أن المحيط الأطلسي شهد نشاطًا بركانيًا هائلاً، أدى إلى إطلاق غازات ثاني أكسيد الكربون أو ثاني أكسيد الكبريت ونتج عنه اضطرابات مناخية كبيرة؛ لذا بدأ المناخ بالتغيّر قبل 201.3 مليون سنة، وارتفعت مستويات سطح البحر، وأصبحت المحيطات أكثر حمضية، مما ساهم في الانقراضات التي حدثت في المحيطات، وانقراض مخروطيات الأسنان (بالإنجليزية: Conodonts) تماماً.[٢]


أما بالنسبة للحيوانات على سطح الأرض فقد تعرضت لانقراض عظيم، حيث انقرضت جميع الأركوصورات الترياسية، باستثناء الديناصورات، والزواحف الطائرة، والتماسيح.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Alan Logan (4/11/2020), "Triassic Period", Britannica, Retrieved 27/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Josh Davis, "The Triassic Period: the rise of the dinosaurs", Natural History Museum, Retrieved 27/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Triassic Period", National Geographic, Retrieved 27/8/2021. Edited.
  4. "Triassic Period", Australian Museum, 9/4/2019, Retrieved 27/8/2021. Edited.