أحافير عصر الإيوسين

انقرضت الديناصورات قبل حوالي 10 ملايين سنة من بدء عصر الإيوسين، وقد تطورت أجسام الثدييات، وأصبحت أكبر حجمًا وتنوعًا خلال هذا العصر، واشتملت الثدييات الآكلة للنباتات على حيوانات ذات حوافر قديمة تسمى اللقمة (Condylarths)، أما آكلة اللحوم فقد تضمنت مجموعة منقرضة من الوحوش الشبيهة بالكلاب تسمى بآكلة اللحوم (Creodonts)، وساد أيضًا خلال هذا العصر طيور الرعب (Terror Birds) وهي من آكلات اللحوم ويبلغ ارتفاعها 8 أقدام، أي حوالي 2.5 متر، وظهرت أنواع ومجموعات كثيرة من الحيوانات الحديثة لأول مرةٍ في هذا العصر، وتتضمن الفيلة، والخفافيش، والحيتان، والحيوانات ذات الحوافر، وحتى الأصابع، ونبات الأصابع الفردية حيث يمكن مقارنتها مع نظيراتها الحديثة، وفيما يأتي أهم أحافير هذا العصر:[١]


حصان الفجر

من الأحافير السائدة والمميزة في العصر الإيوسيني حصان الفجر (Eohippus)، وهو من مجموعة الثدييات المنقرضة التي كانت أول الخيول المعروفة وأقدمها، حيث ازدهروا في أمريكيا الشمالية وأوروبا خلال الجزء الأول من العصر الإيوسيني، وكان شكله قريبًا من الأصل المشترك لجميع الثدييات ذات الظلف الفردية، ويبلغ ارتفاعه من 30 إلى 60 سنتيمترًا عند الكتف، اعتمادًا على تصنيف النوع، واختلفت الجمجمة في الطول، حيث كان لبعض الأنواع وجه قصير نسبيًا، وكان بعضها الآخر يمتلك وجهًا طويلاً وأكثر شبهًا بالحصان، كما كانت الأرجل الخلفية لديه أكثر طولاً من الأرجل الأمامية، وقد تكيف على الجري، واعتمد عليه بشكل كبير للهروب من الحيوانات المفترسة.[٢]


الساركاستودون

بالإضافة إلى، الساركاستودون (Sarkastodon) وهو من عائلة أوكسياييندا (Oxyaenidae)، وهو أحد آكلات اللحوم، وكان يتميز بحجمه الكبير جدًا، وجمجمته المميزة أيضًا، وعظام الفكين، وقد كان يفترس الثدييات الكبيرة خلال عصر الإيوسين المتأخر مثل الكركدنيات (Rhinocerotidae)، والبرونتوثيريات (باللاتينية: Brontotheriidae).[٣]


نظرة عامة حول عصر الإيوسين

ينحدر عصر الإيوسين (بالإنجليزية: Eocen Era) من العصر الثالث وهو العصر الباليوجيني (بالإنجليزية: Paleogene)، والذي يتضمن خمسة عهود، ويحتل العصر الإيوسيني الترتيب الثاني ضمن هذه العهود الخمسة، وقد بدأ هذا العصر من حوالي 55.8 مليون سنة واستمر حتى 33.9 مليون سنة مضت، ويتميز مناخ عصر الإيوسين المبكر بأعلى مستوى متوسط لدرجات الحرارة السنوية خلال حقب الحياة الحديثة جميعها، حيث بلغت حوالي 30 درجة مئوية، وكانت تدرجات الحرارة من القطب إلى القطب منخفضة نسبيًا، وكان هطول الأمطار مرتفعًا في ظل عالم يخلو من الجليد.[٤]


كان هناك حدود برية تربط كل من القارة القطبية الجنوبية وأستراليا، وأمريكيا الشمالية وأوروبا، وربما بين أمريكيا الشمالية وآسيا عبر مضيق بيرينغ.، أما في منتصف العصر الإيوسيني، فقد أدى فصل القارة القطبية الجنوبية وأستراليا إلى إنشاء ممر عميق للمياه بينهما للقارتين، مما أدى لتكوين التيار المحيط بالقطب الجنوبي، وبذلك حدث تغير على أنماط دوران المحيطات والتأثير على درجات الحرارة، وحدوث تبريد تمت ملاحظته في نهاية العصر الإيوسيني، أما مع حلول أواخر هذا العصر، فقد أدى دوران المحيط الجديد إلى انخفاض متوسط درجات الحرارة السنوية بشكل ملحوظ مع تباين وتفاوت وتنوع موسمي في جميع أنحاء العالم، وكان لهذا التغير تأثير كبير جدًا على حجم أجسام الثدييات، وتسبب أيضًا في تحول الغطاء النباتي الشبيه بالسافانا بشكل متزايد وانخفاض كبير في الغابات المحلية.[٤]

المراجع

  1. " The Eocene Epoch FOSSIL HORSES ", Florida Museum, 17/12/2019, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  2. "Eohippus", britannica, 23/10/2018, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  3. WALTER GRANGER, A GIANT OXYAENID FROM THE UPPER EOCENE OF MONGOLIA, Page 1-6. Edited.
  4. ^ أ ب "The Eocene Epoch", Berkeley, 15/6/2011, Retrieved 4/8/2021. Edited.