أسباب حدوث العصر الجليدي

يُعرف العصر الجليدي (بالإنجليزية: Ice age) بأنّه الوقت الذي تم فيه حبس كميات كبيرة من مياه الأرض على اليابسة على شكل جليديات قارية، وقد انتهى آخرعصر جليدي مرت به الأرض قبل حوالي 12,000 عام، حيث غطت كتل جليدية هائلة الحجم مساحات شاسعة من القارات التي يسكنها الآن ملايين البشر،[١] ويحدث العصر الجليدي بسبب الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة على سطح الأرض،[٢] ويعتقد العلماء أن الأرض قد شهدت خمسة عصور جليدية رئيسية على الأقل، وفيما يلي سيتم ذكر أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العصر الجليدي:[٢]

اختلاف ميل مدار الأرض

يمكن أن تساهم التغييرات في مدار الأرض والتي تسمى دورات ميلانكوفيتش (بالانجليزية: Milankovitch Cycles) في جعل الأرض أقرب إلى الشمس (أكثر دفئًا) أو أبعد عن الشمس (أكثر برودة)، بحيث يمكن للعصور الجليدية أن تحدث عندما تكون الأرض بعيدة عن الشمس؛ أي أن الأرض تستقبل القليل من الحرارة من الشمس، وقد تم وصف هذا التغير الشمسي بدقة من قبل العالم الصربي ميلوتين ميلانكوفيتش في عام 1938م.[٣][٢]


يؤثر مقدار ميل محور دوران الأرض ( والذي يميل حاليا بدرجة 23.5) على مقدار ضوء الشمس الذي يسقط على أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية؛ فكلما زاد الميل زاد الاختلاف في المواسم؛ أي أن زيادة ميل محور الارض يزيد من حدة الاختلافات في درجات الحرارة بين فصلي الصيف والشتاء، ويحدث هذا التذبذب في محور الارض على مدى 41,000 سنة.[٣][٢]


تغير الطاقة الشمسية

تتغير الطاقة الشمسية كل 11 عام، ويرافق هذه التغيرت دورات مختلفة لكمية الطاقة الشمسية؛ فخلال الدورات الشمسية الضيعفة يمكن الحصول على عصور جليدية قصيرة المدى، مثلما حصل في نهاية القرن السابع عشر، حيث سادت أجواء من البرد القارس في أوروبا نتيجة لمرور الشمس بدورة منخفضة الطاقة الشمسية.[٤][٢]


تكوين الغلاف الجوي

يمكن أن تتسبب المستويات المنخفضة من غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في تبريد الأرض مما يؤدي إلى حدوث العصر الجليدي؛[٢] إذ يؤدي وجود غازات الدفيئة ومنها غاز ثاني أكسيد الكربون إلى حدوث ظاهرة البيت الزجاجي (بالانجليزية: Greenhouse effect) التي يمتص خلالها كل من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي للأرض الإشعاع طويل الموجة الذي تشعّه الأرض، وبالتالي تبقى الطاقة الشمسية محصورة في الغلاف الجوي مما يؤدي إلى رفع درجة حرارة الأرض.[٥]


تغير تيارات المحيطات

تلعب تيارات المحيط دورًا رئيسيًا في تحديد كيفية توزيع الطاقة الحرارية في جميع أنحاء الكوكب، وبالتالي تنظيم واستقرار أنماط الطقس والمناخ، لذا فإن التغير في تيارات المحيطات يؤدي الى تغير درجات الحرارة والمناخ في المناطق المختلفة، وقد يؤدي إلى تكوّن الصفائح الجليدية.[٦]


ثوران البراكين

تسبب الثورانات البركانية العنيفة دخول كميات كبيرة من الغبار البركاني إلى الغلاف الجوي مما يسبب بتشكل طبقة من الغبار والرماد التي قد تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض مما يساعد على انخفاض الحرارة على سطح الأرض، وقد حدثت هذه الظاهرة في عام 1815م بسبب الانفجار الكارثي لبركان تامبورا في أندونيسيا، وهو أقوى ثوران بركاني حدث عبر التاريخ؛ إذ سببت سحابة تامبورا البركانية انخفاض درجات الحرارة العالمية بنحو 3 درجات مئوية في ذلك الوقت.[٧]

المراجع

  1. Kylie Andrews (15/6/2016), "What causes an ice age and what would happen if the Earth endured another one?", ABC news, Retrieved 27/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "WHAT CAUSES ICE AGES?", NOAA, Retrieved 27/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "ice age", Colorado university , Retrieved 27/8/2021. Edited.
  4. Sami K Solanki (1/10/2002), "Solar variability and climate change: is there a link?", oxford academy , Retrieved 27/8/2021. Edited.
  5. KIRK MAASCH (1/1/1997), "What Triggers Ice Ages?", NOVA , Retrieved 28/8/2021. Edited.
  6. "Ocean Currents and Climate", national geographic , Retrieved 28/8/2021. Edited.
  7. "Do volcanoes affect weather?", USGS, Retrieved 28/8/2021. Edited.