أحافير الديناصورات

تمّ العُثور على أحافير الديناصورات في كل قارة، بما في ذلك القارة القطبية الجنوبيّة، ازدهرت مُعظم أنواع الدّيناصورات حتّى أواخر العصر الطباشيري (بالإنجليزية: Cretaceous Period) أي قبل 65.5 مليون عام، ثمّ اختفت خلال المليون عام التالية، هنالك نظريتان حول سبب هذا الانقراض الجماعي بعد حوالي 180 مليون عام من الوجود، وهما: أنّ البراكين ودورات بناء الجبال قد غيّرت الموئل (مكان العيش أو المَوطن)، وغيّرت المناخ، أو أنّ واحدًا أو أكثر من الكُويكبات ضَربت الأرض، ممّا أدّى إلى وجود سُحُب غُبار هائِلة منعت ضَوء الشّمس لعِدّة سَنوات، وبالتالي انقرضت.[١]


يستخدِم عُلماء الأحافير الأدلّة الأحفورية المحفوظة في الصخور القديمة لاكتشاف كيف عاشت الحيوانات المُنقرضة وسلوكها، والتي تكون في معظم الحالات عبارة عن أسنان، أو عظام، أو أصداف، وفي معظم الحالات، ويُعدّ العظم المُتحجّر هو في الواقع صخرة مصنوعة من المعادن، مع عدم وجود أثر للمادة العظميّة الأصليّة، وقد قدّم اكتشاف بيض الديناصورات وأعشاشها دليلًا على سُلوك بعض الديناصورات، وتكشف سلسلة من آثار الأقدام المتحجرة التي تسمّى المسارات (بالإنجليزية: Trackways) عن بعض الأدلة المُثيرة للاهتمام حول سلوك الديناصورات وطريقة حركتها.[٢]


أماكن وجود الأحافير

توجد الأحافير بشكل حصري تقريبًا في الصخور الرسوبية، وهي الصخور التي تتشكّل عندما تستقرّ الرمال، والطمي، والطين، والمواد العضويّة خارج الماء أو الهواء لتشكيل طبقات يتمّ ضغطها بعد ذلك في الصخور، لذا، عند البحث عن أحافير الديناصورات التي لا تطير بشكل خاص، يبحث علماء الأحافير عن نُتوءات الصخور الرسوبية التي تشكلت خلال حقبة الحياة المتوسطة (بالإنجليزيّة: Mesozoic Era) وهي الفترة الزمنيّة الجيولوجيّة التي عاشت فيها الديناصورات غير الطائرة.[٣]


كما يبحث العلماء عادة في المناطق التي يُغطّي فيها الغطاء النباتي القليل من سطح الأرض، فيما يُسمّى الأراضي الوعرة، وتمثّل التِلال والوِديان القاحلة، بحيث يُمكن رؤية أيّ أجزاء أحفورية تتجوّل خارج طبقات الصخور الرسوبيّة بسهولة أكبر.[٣]


وللعثور على طبقات الصخور الرسوبية المناسبة في حقبة الحياة المتوسطة، غالبًا ما يستخدم عُلماء الأحافير الخرائط الجيولوجيّة، والتي تُظهر أنواع طبقات الصخور ذات الأعمار الجيولوجيّة المختلفة المكشوفة على سطح الأرض في مناطق مختلفة، وبمجرّد العثور عليها، يُمكن أن يبدأ البحث عن أحافير الديناصورات على أمل العثور على أنواع الديناصورات، وغالبًا ما يتمّ اكتشاف أنواع أخرى من الحفريات مصادفة أثناء البحث.[٣]


اكتشاف أحافير الديناصورات وجمعها

للبحث والعثور على الحفريّات يقوم علماء الأحافير بإرسال بعثات استكشافية إلى مناطق حول العالم، لكن لكي يكون هذا العمل الميداني ناجحًا يتطلّب تمويلًا كبيرًا وتخطيطًا دقيقًا، وتمّ تصميم كُل رحلة لمُحاولة العثور على الحفريّات التي ستُلقي ضوءًا جديدًا على أسئلة بحثيّة معيّنة.[٤]


في كثير من الأحيان يختار العلماء وجهات لعملهم الميداني في المناطق التي تمّ فيها العُثور على الحفريّات بالفعل، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فقد يتمّ استخدام الخرائط الجيولوجيّة وصور الأقمار الصناعيّة لتحديد المناطق التي تتعرّض أو تتكشّف فيها صُخور العصر المناسب والبيئة القديمة على السطح.[٤]



وللعثور على الحفريات، يقوم عُلماء الأحافير أولاً بعملية تسمى التنقيب (بالإنجليزيّة: Prospecting) والتي تتضمّن المشي ببطء عبر التلال والوديان، فقد يمشي العلماء بين 8-16 كم/اليوم أثناء التنقيب، وعند العثور على جزء أحفوري، يقوم المسؤول بإزالة الأوساخ السائبة على السطح لمعرفة ما إذا كان المزيد من العيّنة مدفونًا في الأرض، وإذا كان هناك المزيد، يتمّ البدء في استخراج الأحجار لجمع الأحافير.[٤]


أولًا، يتمّ استخدام المطارق الصخرية، والأزاميل، وغيرها من الأدوات لإزالة الصخور التي تغطّي العظام لمعرفة مقدار الهيكل العظمي الموجود، عند تعرض العظم الأُحفوري يتمّ وضع غراء خاص على الشقوق والكسور لتثبيت الحفرية معًا.[٤]


بعد ذلك يتمّ حفر خندق حول الأحفورة، لتبقى على قاعدة مُنخفضة، وبقائها محاطة بالصخور المُحيطة به، ويتمّ وضع غطاء من ورق المرحاض الرطب فوق العظام المتحجّرة قبل لفها بطبقة من الضمادات الجبصّية لإنشاء قالب صلب، تمامًا كما يفعل الطبيب حول العظام المكسورة، وبمجرّد أن تتصلّب يتمّ الانتهاء من استخراج الأحفورة عن طريق فصل القطعة عن الصخر الأساسي، ويتمّ تعبئة الأحفورة في قالبها لإعادة شحنها إلى المتحف.[٤]


سبب انقراض الديناصورات

تشير الأدلّة الجيولوجية إلى أنّ الديناصورات انقرضت عند الحد الفاصل بين العصرين الطباشيري والباليوجيني (بالإنجليزية: Paleogene Era) أي حوالي 66 مليون عام في وقت حدث فيه تغيّر بيئي عالمي ناتج عن تأثير جسم سماوي كبير في الأرض أو بسبب الانفجارات البركانية، وبغض النظر عن الافتراض بأنّ تغيّر المناخ والتدخّل في الإمدادات الغذائية قد ساهم في انقراضها، ولكن لم يتمّ اقتراح أيّ آلية بيولوجية لشرح سبب اختفاء مثل هذه المجموعة المتنوعة من الكائنات الحية التي تعيش على الأرض.[٥]


الديناصورات

الديناصور (بالإنجليزيّة: Dinosaur) هو من الزواحف المُنقرضة، وقد هيمنت هذه الحيوانات البريّة خلال معظم حقبة الحياة الوسطى (بالإنجليزيّة: Mesozoic Era) أي قبل 251- 65.5 مليون عام، وظهرت الأنواع المُختلفة في أوقات مختلفة، خاصة مع ظهور الشّكل الأول على الأرجح قبل حوالي 245 مليون عام، ويكشف شكل الأسنان عمّا إذا كان الديناصور من نوع آكلة اللحوم أو آكلة العُشب، وتُصنّف الديناصورات على أنّها إمّا طيريات الروك (بالإنجليزية: Ornithischia) أو سحليات الورك (بالإنجليزيّة: Saurischians) بناءً على هيكل حِزام الحَوض. ولقد كان لمُعظمِهم ذيلٌ طويل مُتّصلٌ به بشكلٍ مُستقيم للحِفاظ على التّوازن.[١]



المراجع

  1. ^ أ ب The Editors of Encyclopaedia Britannica., "Learn how dinosaurs are classified and what caused their extinction.", Britannica, Retrieved 2/7/2021.
  2. "Dinosaur Facts", American museum of natural history , Retrieved 3/7/2021.
  3. ^ أ ب ت "Dinosaur Bones", American museum of natural history , Retrieved 5/7/2021.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Dinosaur Bones", American museum of natural history , Retrieved 5/7/2021.
  5. "Why did the dinosaur become extinct?", Cambridge university press, Retrieved 30/7/2021.