الترايلوبيت
تنتمي الترايلوبيت أو مفصليات ثلاثية الفصوص (بالإنجليزية: Trilobite) إلى فصيلة مفصليات الأرجل (بالإنجليزية: Arthropoda)، مثل العديد من الحيوانات اللافقارية التي تعيش اليوم، بما في ذلك القشريات، والعناكب، والحشرات، وقد عرّفها الجيولوجيون بأنّها حيوانات بحرية؛ بسبب الصخور التي وجدت فيها وأنواع الأحافير الأخرى المرتبطة بها.[١]
يُمكن التعرف على أحافير الترايلوبيت بسهولة من خلال شكلها المميز المكون من ثلاثة فصوص وثلاثة أجزاء، وظهرت هذه الكائنات لأول مرة في بداية العصر الكامبري (بالإنجليزية: Cambrian Period)، عندما سيطرت على البحار، لكنها أصبحت أقل وفرة في الفترات الجيولوجية التي تليها، إلّا أنّ بعض الأشكال استمرت في العصر البرمي (بالإنجليزية: Permian Period) وانقرضت عند نهايته قبل حوالي 250 مليون عام.[٢]
تاريخ الترايلوبيت
يُرجح أنّ الترايلوبيت هي مفصليات تطور شكلها بشكل كبير من أسلافها الذين وجدوا في عصور قديمة وبالتحديد من السبريجينا (بالإنجليزية: Spriggina) وهي نوع من المفصليات عديدة الأرجل ظهرت في العصر الإدياكاري (بالإنجليزية: Ediacaran Period)، وامتد ظهورها بين 630 مليون عام إلى 542 مليون عام من عصور ما قبل الكامبري، واستدل العلماء على وجوده من الرواسب البحرية في المياه الضحلة في أستراليا.[٢]
على الرغم من مرور ربع مليار عام على انقراض ثلاثية الفصوص، يُمكن تحديد الصلات الحيوانية لثلاثيات الفصوص من الهياكل المحفوظة في الحفريات، وكان أول وصف لها بأرجلها المتحجرة عام 1870م، وكان المؤكد أنّها تنتمي إلى مفصليات الأرجل، وكانت المجموعة الأكثر تنوعًا من الحيوانات متعددة الخلايا منذ أوائل العصر الكمبري، أمّا المجموعات الفرعية الرئيسة للمفصليات، هي: القشريات، وتضمّ القريدس وسرطان البحر، وكلابيات القرون، وتضمّ العناكب والعقارب والسوس، وكثيرات الأرجل، وتضمّ (الأخيرة بما في ذلك الديدان الألفية ومئوي الأرجل.[٣]
بنية جسم الترايلوبيت
ينقسم الهيكل الخارجي من الأمامي إلى الخلفي إلى: درع الرأس، ويُطلق عليه اسم الرأس (بالإنجليزية: Cephalon)، وصدر (بالإنجليزية: Thorax)، ودرع الذيل ويُطلق عليه اسم الذُييل (بالإنجليزية: Pygidium). وهي مقسمة إلى محور مركزي يحتوي على جانبين، مع منطقتين جانبيتين (أو فصين) يُطلق عليهما الجَنْبات (بالإنجليزية: Pleurae)، وتنقسم كل من الرأس، والصدر، والبيجيديوم إلى أجزاء، ويُعتقد أنّ أجزاء الرأس والذُييل كانت مدموجة، بينما الأجزاء الموجودة في القفص الصدري كانت منفصلة عنهما، مما مكن الحيوان من التدحرج على شكل كرة لحماية جانبه البطني المكشوف نسبيًا في أوقات الخطر.[١]
وكانت مفصليات ثلاثية الفصوص مغطاة بهيكل خارجي لتوفير الدعم والحماية له، عادة ما يكون الجزء الظهري فقط من الهيكل الخارجي الذي يغطي ظهر الحيوان متحجرًا، ومن الممكن أن يغطي الجزء البطني من الحيوان -أي جانبه السفلي- بغشاء رقيق أو مادة لا يُمكن تحجرها.[١]
كان كل جزء من الجسم المفصليات ثلاثية الفصوص يحمل زوجًا من الزوائد المفصلية، وتمّ تعديل الزوائد الأمامية إلى أعضاء الإحساس والتغذية، كما كان لمعظم ثلاثية الفصوص زوج من العيون المركبة؛ ومع ذلك كان بعضها بلا عيون.[٢]
البيئة التي عاشت فيها الترايبوليت
عاشت معظم المفصليات ثلاثية الفصوص في مياه ضحلة إلى حد ما، وكانت عادة تمشي في القاع، وتتغذى على المخلفات، وهناك عدد قليل جدًا من هذه المفصليات مثل المجهولات (بالإنجليزية: Agnostids) عاش عائمًا على سطح الماء، واستمرت مفصليات ثلاثية الفصوص في العيش داخل المياه الضحلة في العصرين الكامبري والأوردوفيشي، ولكن بعد أن قلت أعدادها بشكل كبير وانقرضت، حافظت الترايلوبيت المتبقية على حياتها من خلال العيش في المياه العميقة فقط، وكانت تتنفس من خلال الشقوق الموجودة في الذُييل والتي كانت تسمح بمرور المياه والتدفق عبر الخياشيم.[٤]
معلومات أخرى عن الترايلوبيت
يدل عدم وجود فك كبير للفم عند مفصليات ثلاثية الفصوص على أنّ المفصليات ثلاثية الفصوص لم تكن مفترسة في العادة، وكانت تقتصر على الطعام اللين، وكان يتمّ تحريك جزيئات الطعام بواسطة الساقين وتمريرها إلى الفم، ويظهر أنّ بعض ثلاثية الفصوص كان لها أشواك طويلة في الجزء الأول من الساق، أو فك قاعدي (بالإنجليزية: Gnathobase)، وقد تكون هذه قادرة على تمزيق قطع أكبر من الطعام، وربما نبتت من أجل الحصول على الطعام بشكل أكثر سهولة.[٤]
عُثر على جحور ومسارات أحفورية تتطابق مع أجسام مفصليات ثلاثية الفصوص بشكل كبير؛ وهذا يشير إلى أنّها يُمكن أن تحفر في الرواسب للحصول على الغذاء أو لتجنب الحيوانات المفترسة، وقد طورت العديد من مفصليات ثلاثية الفصوص التي عاشت بعد العصر الكمبري القدرة على الالتفاف، وربما أيضًا استطاعت الدفاع عن نفسها من الحيوانات المفترسة، مثل (Pliomera Fischeri) التي استُدل عليها من أحافير العصر الأوردوفيشي التي ظهرت في منطقة سانت بطرسبرغ في روسيا.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت "Trilobites", British Geological Survey, Retrieved 8/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Trilobite", Britannica, Retrieved 8/7/2021. Edited.
- ↑ "What are trilobites?", Australian Museum, 10/11/2018, Retrieved 8/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Trilobita: Life History and Ecology", University of California, Berkeley, Retrieved 8/7/2021. Edited.