تعريف ثقب الأوزون

تسبب التفاعلات الكيميائية التي تشتمل على غازي الكلور والبروم تدمير طبقة الأوزون الموجودة في طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي فوق المنطقة القطبية الجنوبية من الكرة الأرضية على نحو سريع وشديد، لتُعرف هذه المنطقة المستنفدة باسم "ثقب الأوزون"، إذ يعتبر الأوزون غازاً عديم اللون، ونشطاً كيميائياً بشكل كبير؛ إذ يمكن له أن يتفاعل بسهولة مع العديد من المواد الأخرى،[١][٢] وهو المسؤول عن حماية الأرض عبر امتصاص معظم الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس.[٣]


يجدر بالذكر هنا أن ثقب الأوزون من الناحية الفنية هو ليس ثقبًا فعلياً، إلا أنه يعبّر عن تلك المنطقة من الأوزون المستنفدة بشكل كبير فوق القطب الجنوبي،[٤]وأما عن الوضع الحالي لثقب الأوزن فقد وُجد أنه لا زال أكبر من المتوسط عام 2021 م، إلا أنه يعتبر حالياً أصغر حجماً بكثير مقارنة بالثقوب التي تم قياسها خلال أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين.[٥]


أسباب حدوث ثقب الأوزن

ترجع أسباب ظهور ثقب الأوزون إلى تلوث الغلاف الجوي بالمواد الكيميائية التي تحتوي على الكلور والبروم، وتشمل هذه المواد الكيميائية مركبات الكلوروفلوروكربون، والهالونات ورابع كلوريد الكربون، إذ تم استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون في مجموعة واسعة من التطبيقات؛ مثل التبريد، وتكييف الهواء، وصنع علب الرش والبخاخات، وهذه المواد الكيميائية خاملة جدًا، مما يكسبها القدرة على البقاء في الغلاف الجوي لمدة طويلة حتى يتم نقلها إلى أعلى إلى طبقة الستراتوسفير حيث يوجد الأوزون لإتلافه.[٦]


يتم تكسير مركبات الكلوروفلوروكربون فور وصولها إلى طبقة الستراتوسفير بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى إطلاق غاز الكلور الذي يتفاعل الكلور مع الأوزون لتكوين مركبي ClO و O2، ثم يتحلل مركب ClO بسرعة ويحرر ذرة Cl أخرى يمكنها تكرار العملية مع جزيء O3 آخر، وبذلك يمكن للكلور أن يكرر العملية مع حوالي 100,000 جزيء من الأوزون قبل مغادرة الستراتوسفير.[٦]


يجدر بالذكر هنا أن حصول استنفاد الأوزون بشكل كبير فوق القارة القطبية الجنوبية يعود إلى توفر الظروف الملائمة لتدمير طبقة الأوزون هناك.[٦]


أثر ثقب الأوزن على الحياة على سطح الأرض

يؤدي استنفاد طبقة الأوزون إلى زيادة مستويات الأشعة فوق البنفسجية الواصلة إلى سطح الأرض، مما يلحق الضرر بصحة الإنسان؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الإصابة بأنواع معينة من سرطان الجلد، والإصابة بإعتام عدسة العين، واضطرابات نقص المناعة، كما ينتج عن زيادة الأشعة فوق البنفسجية الواصلة إلى الأرض إنتاج المزيد من الأوزون عند مستوى سطح الأرض، وهو الأمر الذي يسبب العديد من أمراض الجهاز التنفسي للإنسان.[٣]


تؤثر الأشعة فوق البنفسجية أيضاً على النظم البيئية الأرضية والمائية، وهو ما قد يسبب التأثير على السلاسل الغذائية، والدورات الكيميائية الحيوية؛ إذ تتأثر الحياة المائية الموجودة تحت سطح الماء مباشرة سلبياً بسبب ارتفاع مستويات الأشعة فوق البنفسجية، كما تؤثر الأشعة فوق البنفسجية أيضًا على نمو النباتات، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل الإنتاجية الزراعية.[٣]

المراجع

  1. "NASA Ozone Watch", ozonewatch.gsfc.nasa.gov, Retrieved 6/3/2022. Edited.
  2. "Is There a Connection Between the Ozone Hole and Global Warming?", www.ucsusa.org, Retrieved 6/3/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Protection of the ozone layer", ec.europa.eu, Retrieved 6/3/2022. Edited.
  4. "What is the Ozone Hole?", ozonewatch.gsfc.nasa.gov, Retrieved 6/3/2022. Edited.
  5. "Antarctic ozone hole is 13th largest on record and expected to persist into November", www.noaa.gov, Retrieved 6/3/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت "THE OZONE HOLE", discoveringantarctica.org.uk, Retrieved 6/3/2022. Edited.