ما هي أحافير الإنسان القديم؟

أحافير الإنسان القديم هي أقدم الأحافير التي تعود للإنسان القديم، ويُعد إنسان نياندرتال (بالإنجليزية: Neanderthals) أول البشر القدامى الذين حصلوا على اعتراف علمي وشعبي، حيث بدأ العثور على أحافيرهم في أوروبا في القرن التاسع عشر، لكن العلماء لم يكن لديهم أي منظور أو إطار تطوري يفسرونه، ومرت عقود قبل أن يتم التعرف عليهم على أنهم شكل مختلف ومنقرض للإنسان القديم.[١]


تتغير الآراء باستمرار حول العلاقة بين جنسنا البشري وإنسان نياندرتال، إذ عدهم العلماء في أوائل القرن العشرين من دون البشر، وهي صورة نمطية لم تتغير حتى الخمسينيات من القرن الماضي عندما كان يُعتقد أنهم قد يكونون أسلاف الأوروبيين المعاصرين، ولكنهم نقلوا إلى فرع جانبي لشجرة عائلة الإنسان الحديث بعد بحث أُجري في الثمانينات، وهو قرار مدعوم بمقارنات الحمض النووي للميتوكوندريا للإنسان الحديث والنياندرتال في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.[١]


نبذة عن اكتشافات الأحافير البشرية

تعود جذور شجرة العائلة البشرية المتشابكة إلى إفريقيا منذ أكثر من 4 ملايين سنة، إلى مجموعة من الأنواع الرئيسية القديمة مثل: قرد الأرض (بالإنجليزية: Ardipithecus) وأناسي الساحل التشادي (بالإنجليزية: Sahelanthropus)، واستغرق الأمر 3 ملايين سنة قبل أن يصل جنسنا البشري، وهي ملحمة تطورية كان أساسها الأوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس؛ أو القرد الجنوبي العفاري (بالإنجليزية: Australopithecus Afarensis).[٢]


اكتشف عدد من العلماء أحافيرَ أُطلق عليها اسم "لوسي" (بالإنجليزية: Lucy)، وهي أحافير للبشر الأوائل، كانت تمتلك أدمغة أكبر من الأنواع الرئيسية السابقة، ولها القدرة على المشي على قدمين، ولديها فكين قويين يسمحان لها بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، وكان من الممكن أن تكون هذه المميزات مفيدة قبل 3.5 مليون سنة أي في فترة وجود الأوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، حيث كانت التغيرات الطبيعية في المناخ تجعل شرق إفريقيا أكثر برودة وجفافًا، مما أدى إلى تقلص الغابات التي أطلق عليها أسلافنا الأوائل (الوطن)، لكن بمرور الوقت تطورت هذه المجموعة وخلفائها للاستفادة من بيئات أكثر انفتاحًا وتنوعًا.[٢]


لم تكن القرود الجنوبية العفارية (A. afarensis) الوحيدة الموجودة بهذه السمات، ففي عام 1995م، وصف العلماء القرود الجنوبية الأنامية (بالإنجليزية: Australopithecus anamensis)، وشارك هذا النوع السمات الرئيسية لمجموعة لوسي أيضًا، لكنه ظل بعيدا عن الأنظار، وبقاياه الوحيدة المعروفة تتكون من أسنان وشظايا في الفك.[٢]


عُثر على أول جمجمة للقرود الجنوبية الأنامية، وهي مجموعة محورية من أسلاف الإنسان الأوائل الذين عاشوا ما بين 1.5 إلى 4 ملايين سنة مضت، وكانت الجمجمة إحدى أهم أوائل الأعضاء التي تم اكتشافها.[٢]


أقدم الأحافير المكتشفة للإنسان

أقدم الأحافير المعروفة للإنسان الحديث أو الإنسان العاقل تعود لجماجم شخصين بالغين وطفل تم اكتشافهما في منطقة عفار بشرق إثيوبيا وعمرها 160 ألف عام، ووجدت في حفرة بالقرب من قرية تسمى هيرتو، ويقول علماء الحفريات إن هذا الاكتشاف يضيف تفاصيل إلى فترة حاسمة في التطور البشري، ويؤكد الفرضية القائلة بأن الإنسان الحديث تطور في إفريقيا.[٣]


يمكن أن يملأ اكتشاف الأحافير البشرية العديد من الثغرات المهمة في دراسة التطور البشري، حيث إن أحافير أشباه البشر (أو أسلاف الإنسان) القديمة نادرة للغاية، وغالبًا ما تكون مجرد أجزاء من العظام، ولكن الجمجمة المكتشفة مكتملة في الغالب، وهو ما يجب أن يكشف عن العديد من التفاصيل حول كيفية عيش أسلافنا الأوائل وتطورهم.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب Fran Dorey (23/12/2019), "A timeline of fossil discoveries", Australian Museum, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج MICHAEL GRESHKO (28/8/2019), "Unprecedented' skull reveals face of human ancestor", National Geographic, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  3. Robert Sanders (11/6/2003), "160,000-year-old fossilized skulls uncovered in Ethiopia are oldest anatomically modern humans", University of California, Berkeley, Retrieved 12/8/2021. Edited.