عصر ما قبل الكامبري
عصر ما قبل الكمبري (بالإنجليزية: Precambrian Period) هو النقطة التي بدأت فيها الأرض بالتشكل، وهي فترة زمنية تمتد بين حوالي 4.6 مليار عام إلى 541 مليون عام وهي بداية العصر الكامبري.[١]
يشمل عصر ما قبل الكامبري على: دهر الطلائع (بالإنجليزية: Proterozoic Eon)، والدهر السحيق (بالإنجليزية: Archean Eon)، وهي فترات جيولوجية رسمية امتدت بين 4 مليارات إلى حوالي 541 مليون عام مضت، كما شمل الدهر الجهنمي (بالإنجليزية: Hadean Eon)، وهو فترة غير رسمية امتدت بين 4.6 مليار إلى 4 مليارات عام ماضية، ويُمثل عصر ما قبل الكمبري أكثر من 80% من إجمالي السجل الجيولوجي.[١]
التقسيمات الفرعية لعصر ما قبل الكامبري
يُقسم عصر ما قبل الكامبري إلى 3 عصور، وهي: دهر الطلائع، والدهر السحيق، والدهر الجهنمي، وتلاه العصر الكامبري، كما هو موضح في الجدول الآتي:[١]
الأمد | الدهر | الحقبة | العصر | مليون عام مضت |
عصر ما قبل الكامبري (بالإنجليزية: Precambrian Period) | دهر الطلائع (بالإنجليزية: Proterozoic Eon) | حقبة الطلائع الحديثة (بالإنجليزية: Neoproterozoic Period) | الإدياكاري (بالإنجليزية: Ediacaran) | ≈635 |
الكرايوجيني أو العصر البارد (بالإنجليزية: Cryogenian) | ≈720 | |||
التوني (بالإنجليزية: Tonian) | 1,000 | |||
حقبة الطلائع الوسطى (بالإنجليزية: Mesoproterozoic Period) | الستني (بالإنجليزية: Stenian) | 1,200 | ||
الإكتاسي (بالإنجليزية: Ectasian) | 1,400 | |||
الكالمي (بالإنجليزية: Calymmian) | 1,600 | |||
حقبة الطلائع القديمة (بالإنجليزية: Paleoproterozoic Period) | الستاثري (بالإنجليزية: Statherian) | 1,800 | ||
الأوروسيري (بالإنجليزية: Orosirian) | 2,050 | |||
الرياسي (بالإنجليزية: Rhyacian) | 2,300 | |||
السيدري (بالإنجليزية: Siderian) | 2,500 | |||
الدهر السحيق (بالإنجليزية: Archean Eon) | الحقبة السحيقة الحديثة (بالإنجليزية: Neoarchean Period) | 2,800 | ||
الحقبة السحيقة الوسطى (بالإنجليزية: Mesoarchean Period) | 3,200 | |||
الحقبة السحيقة المبكرة (بالإنجليزية: Paleoarchean Period) | 3,600 | |||
الحقبة السحيقة الأولى (بالإنجليزية: Eoarchean Period) | 4,000 | |||
الدهر الجهنمي (بالإنجليزية: Hadean Eon) | ≈4,600 |
تطور الأرض في عصر ما قبل الكامبري
تغيّر سطح الأرض في عصر ما قبل الكامبري وفقًا للفترات التي شملها هذا العصر، وتميزت كل فترة فيه بظهور عناصر مختلفة واختفاء أخرى، فيما يأتي ذكر لها بالتفصيل:
الدهر الجهنمي
بدأ هذا العصر بتكوين الأرض من الغبار والغاز التي تدور حول الشمس منذ حوالي 4.6 مليار عام، وخلال هذه الحقبة شُبّه سطح الأرض بالجحيم؛ لاحتوائه على محيطات من الصخور السائلة، والكبريت المغلي والحفر الصدمية، وقد كان انفجار البراكين في كل مكان، وانهمار الصخور والكويكبات من الفضاء على سطح الأرض.[٢]
أمّا بالنسبة للغلاف الجوي قد كان الهواء مليئًا بثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، مع وجود آثار للنيتروجين ومركبات الكبريت ذات الرائحة الكريهة، أي أنّه كان غير صالح للتنفس، ولم يُعثر على أيّ صخور على الأرض من هذا العصر، ولم يتمّ العثور على أيّ شكل من أشكال الحياة فيه.[٢]
الدهر السحيق
بدأ هذا الدهر بعد حوالي مليار عام من تكوّن الأرض، وهنا بدأ كل شيء قد برد، فبرد معظم بخار الماء الموجود في الهواء وتكاثف ليشكل محيطًا عالميًا، واختفى معظم ثاني أكسيد الكربون، بعد أن تحوّل كيميائيًا إلى حجر جيري وترسب في قاع المحيط، فأصبح يتكون الهواء في الغالب من النيتروجين، وأصبحت السماء مليئة بالغيوم والأمطار العادية، وتمّ تبريد الحمم البركانية لتشكيل قاع المحيط، واستمر نشاط باطن الأرض وبقي ساخنًا، كما يتضح من العديد من البراكين المتفجرة.[٢]
بعدها شكلت البراكين الكثير من الجزر الصغيرة على شكل سلاسل طويلة، وبقيت الجزر تتصادم حتى تشكلت قارة كبيرة، وهناك دليل على وجود طحالب خضراء مزرقة تطفو في المحيط، وهي نوع الحياة الوحيد في ذلك الوقت، وأقدم الأحافير المعروفة -وهي عبارة عن بقايا أنواع مختلفة من البكتيريا- موجودة في الصخور القديمة منذ حوالي 3.5 مليار عام.[٢]
دهر الطلائع
بدأ هذا الدهر بعد حوالي ملياري عام من تكوين الأرض، واستمر حوالي ملياري عام أخرى، في هذه الفترة تكوّن نوعان من القارات، كل نوع كان على جانب من جوانب سطح الأرض، وتشكلت هذه الكتل الضخمة من الأرض نتيجة اصطدام العديد من الجزر التي أحدثتها البراكين خلال الدهر السحيق ومعظم الدهر الجهنمي، لقد برد باطن الأرض أكثر، وقلت أعداد البراكين، وعلى الرغم من أنّ حركات الصفائح التكتونية كانت سريعة جدًا وكانت الاصطدامات القارية متكررة -فقد كانت تحدث كل بضع مئات من ملايين السنين أو نحو ذلك- إلّا أنّ مراكز أو نوى القارات أصبحت كبيرة ومستقرة.[٢]
وحدد الجيولوجيون بداية هذا الدهر بعمر أقدم الصخور القارية التي لم يتمّ إعادة تسخينها أو تغييرها كيميائيًا، وبقيت الحياة موجودة فقط في المحيط، ولكن حدث تغيّر بسيط، وهو ظهور كائنات وحيدة الخلية لديها نواة حقيقية، ثمّ ظهرت الكائنات الحية متعددة الخلايا، وكان من الصعب العثور على أحافير هذه الكائنات؛ لأنّ أجسامها لا تحتوي على أجزاء صلبة مثل الأصداف والأسنان.[٢]
أمّا بالنسبة للغلاف الجوي بقي نفسه تقريبًا، فمعظمه من النيتروجين، مع القليل من بخار الماء وثاني أكسيد الكربون، وبدأت الطحالب العائمة في المحيطات (نباتات أحادية الخلية) بإطلاق الأكسجين الحر في الهواء.[٢]
الحياة في عصر ما قبل الكامبري
يشتمل عصر ما قبل الكمبري على حوالي 90% من تاريخ الأرض، وحوالي ثلث تاريخ الكون، إذ بدأ هذا العصر بتكوين النظام الشمسي منذ 4.57 مليار عام وامتد إلى بداية العصر الكامبري، وخلال هذه الفترة الزمنية الهائلة، تكثف النظام الشمسي من سحابة الغبار والغاز، والتحمت مكونات الأرض بعنف نتيجة اصطدام الأجسام الصغيرة فيها، وتشكلت الجزيئات العضوية، ونشأت الحياة.[٣]
ظهرت خلال هذه الفترة الستروماتوليت (بالإنجليزية: Stromatolites) وهي شعاب تضاهي من حيث الحجم الشعاب المرجانية العظيمة في الأزمنة الحديثة، وقد أصبحت الستروماتوليت نادرة خلال العصر الكمبري مع ظهور حيوانات متعددة الخلايا؛ لأنّها لا تمتلك سوى القليل من وسائل الحماية الطبيعية.[٣]
بعد ذلك، ظهرت أول الحيوانات متعددة الخلايا في سجل الحفريات منذ حوالي 600 مليون عام، والمعروفة باسم الحيويات الإدياكارية ( بالإنجليزية: Ediacarans) وهي تشبه إلى حد ما أشكال الحياة الحديثة، وقد نمت في قاع البحر وليس لها أيّ رؤوس، أو أفواه، أو أعضاء هضمية واضحة، وهي تشبه أحافير لأكبر الكائنات في ذلك الوقت والمعروفة باسم ديكنسونيا (بالإنجليزية: Dickinsonia)، ويُعتقد أنّ هذه الكائنات هي أسلاف الحيوانات اللاحقة، أو قد تكون انقرضت نهائيًا.[٤]
يُعتقد أنّ المراحل الأخيرة من عصر ما قبل الكامبري تميزت بفترة طويلة من العصر الجليدي العالمي، والتي قد تكون سبب حدوث انقراضات واسعة النطاق، مما يعكس النهايات المأساوية للفترات الجيولوجية التي تلت ذلك.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت Brian Frederick Windley, "Precambrian", Britannica, Retrieved 7/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "THE PRECAMBRIAN ERA", Michigan State University, Retrieved 7/8/2021. Edited.
- ^ أ ب Richard Paselk, "Precambrian", Humboldt State University, Retrieved 7/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Precambrian Time", National Geographic, Retrieved 7/8/2021. Edited.