ما هي المضاهاة؟
يشير مصطلح المُضاهاة (بالإنجليزية:Correlation) إلى الطرق التي يتم من خلالها تحديد العلاقة العمرية بين الطبقات المختلفة من قشرة الأرض، إذ تُعد هذه التقنية الجيولوجية مهمة لما توفره من معلومات فيما يتعلق بالتغيرات التي حدثت في أوقات مختلفة من تاريخ الأرض، وذلك بمقارنة الخصائص الفيزيائية للطبقات مع بعضها البعض والتي تُعرف بالمُضاهاة الصخرية، أو بمقارنة نوع الحفريات الموجودة في طبقات مختلفة والمعروفة بالمُضاهاة الأحفورية.[١]
أنواع المضاهاة
يمكن عمل المضاهاة بين التتابعات الصخرية المتكشفة والغير المتكشفة ذات العمر الواحد في أماكن متباعدة على سطح الأرض، وتقسم المضاهاة إلى نوعين وهما:
المضاهاة الصخرية
تعتمد المضاهاة الصخرية على التشابه في المكونات المعنية والخصائص الفيزيائية، يعتمد هذا النَّوع من المُضاهاة على مدى تشابه الصُّخور من حيث اللون والنسيج والتركيب المعدني، حيث تكون هذه الخصائص مُتشابهة للصَّخر نفسه الذي ترسّب تحت نفس الظروف، إذ يتمُّ من خلالها عمل مُطابقة للطبقات الصَّخرية الموجودة في مواقع مُختلفة متقاربة على سطح الأرض، ومن الصُّعوبات التي تواجه هذه المضاهاة هي تكرار الطَّبقات والتغيُّر الجانبي للصُّخور، وللتغلُّب على مثل هذه المُشكلات يمكن عمل مُضاهاة باستخدام طبقة مرشدة، أو من خلال عمل مُضاهاة لمجموعة من الطَّبقات لها نفس التَّتابع الطَّبقي.[٢]
المضاهاة الأحفورية
تعتمد المضاهاة الأحفورية على التشابه في المكونات الأحفورية داخل الصخر، حيث أنّ وجود نوع من الحفريات في الطَّبقة الصَّخرية على مسافات بعيدة يُعدّ دليلاً على أنّ هذه الطَّبقات تكوّنت في نفس الفترة الزَّمنية، بغض النَّظر عن الاختلافات في التركيب المعدني والخصائص الفيزيائية، ومن المُشكلات التي تواجه المُضاهاة الأحفورية هي عدم وجود أحافير مرشدة، إذ يتم البحث عن الأحافير المرشدة التي تمتاز بعمرها الجيولوجي قصير، وتوسع مداها انتشارها الجغرافي، واستخدمت هذه الأحافير في تحديد أعمار الصخور المختلفة.[٣]
ومن الأمثلة على الأحافيرالمرشدة؛ أحفورة الأمونيت التي أرشدت العلماء إلى حقبة الحياة المتوسطة، وأحفورة الترايلوبيت متعددة القطع التي ترشدنا إلى عصر الكامبري، وأحفورة غرابتوليت لتي ترشدنا إلى العصرين الأوردوفيشي والسيلوري من الحقبة القديمة.[٣]
مقياس الزمن الجيولوجي
يستعمل مقياس الزمن الجيولوجي من قبل علماء الصخور والمؤرخين لتوقيت وإظهار العلاقات بين الأحداث التي قامت على مدى تاريخ الأرض، حيث فسم الجيولوجون الزمن الجيولوجي إلى سلسلة من التفريعات؛ ليكون الدهر أكبر تقسيم زمني، ويليه الحقبة، ثم العصر، تتبعها الفترة، لينتهي المقياس بالمرحلة، وهذه الأقسام للمقياس الزمني الجيولوجي هي نفسها في كل مكان على الأرض؛ سواء كانت الصخور موجودة أو لم تكن موجودة في الموقع المعين اعتمادًا على النشاط الجيولوجي الذي يحدث خلال فترة زمنية معينة، ويمثل رقم المقياس الزمني الجيولوجي الوقت المتدفق باستمرار من بداية الأرض، مع عرض الوحدات الزمنية في تسلسل غير منقطع، إلا أن ذلك لا يعني وجود صخور متاحة للدراسة لكافة هذه الوحدات الزمنية.[٤]
المراجع
- ↑ "Correlation (Geology)", encyclopedia, 18/5/2018, Retrieved 27/7/2022. Edited.
- ↑ Shoaib Anjum (30/7/2021), "Lithological correlation and identification Of transgression and regression", geologydesk, Retrieved 27/7/2022. Edited.
- ^ أ ب "GEOL 342 Sedimentation and Stratigraphy", geol.umd, Retrieved 27/7/2022. Edited.
- ↑ " Correlation", geo.libretexts, 15/2/2021, Retrieved 27/7/2022. Edited.