ما هي أحفورة أردي؟

ما هي أحفورة أردي؟

أحفورة أردي (بالإنجليزية: Ardi) هو لقب لهيكل عظمي أنثوي جزئي تم العثور عليه في منطقة أراميس، في وادي عفار المتصدع بإثيوبيا ما بين عامي 1994م و1997م، وهي واحدة من أكثر من 100 عينة من الموقع، وهي تنتمي إلى نوع أرديبيثيكوس راميدوس (بالإنجليزية: Ardipithecus ramidus)، وهو نوع يعتبره معظم العلماء من أسلاف الإنسان القديمة جدًا، حيث تم تأريخه نظريًا بعمر 4.4 مليون سنة.^[١]

أصل تسمية أحفورة أردي

جاءت تسمية نوع أرديبيثيكوس راميدوس من لغة عفار المحلية، وهي المنطقة التي اكتشف فيها، وفي هذه اللغة؛ كلمة أردي "Ardi" تعني أرض" أو أرضية، وكلمة بيثيكوس "pithecus" كلمة لاتينية تعني "قرد"، أما كلمة راميد "ramid" تعني "الجذر" في لغة عفار.^[٢]

وصف أحفورة أردي

تمتلك أحفورة أردي تجويفًا صغيرًا في الجمجمة يمكن مقارنته بتجويف الشمبانزي، ولها أذرع وأصابع طويلة، وأصابع أرجل كبيرة متقابلة، وأسنان صغيرة نسبيًا كأسنان الكلاب لا تبرز وتشحذ مثل تلك الموجودة في القردة، ويُظهر حوضها وقدمها العديد من السمات المميزة لأشباه البشر ذات القدمين في وقت لاحق، وقد سارت أردي منتصبة على الأرض، ويشير شكل هيكل قدمها إلى وجودها وعيشها في مواطن الغابات،^[١] وكان وزن أردي حوالي 50 كيلوجرامًا، وطولها حوالي 120 سم، وكان الهيكل العظمي لها في حالة سيئة للغاية.^[٢]

تُشير أرجل أردي وحوضها ورجليها ويديها إلى أنها كانت ذات قدمين تمشي بهما على الأرض، ولكنها كانت رباعية الحركة عندما تتحرك بين الأشجار، لأن أصبع قدمها الكبير مثلًا يشبه أصابع أقدام القرود التي تمسك بأطراف الأشجار، على عكس قدم الشمبانزي، إذ يحتوي الأرديبيثيكوس على عظم صغير خاص داخل الوتر، وينتقل من أسلاف أكثر بدائية، مما يجعل إصبع القدم المتباعد أكثر صلابة، ومن الممكن أن تكون أردي قد مشت على قدمين على الأرض بمساعدة عظامها، على الرغم من أنها أقل كفاءة من البشر، خاصة أن جميع البشر المعروفين سابقًا ساروا منتصبين على قدمين.^[٣]

نتائج الدراسات التي أجريت على أحفورة أردي

استغرق التنقيب عن هذه الأحفورة والمسح وإجراء عمليات إعادة البناء الافتراضية والتجميع ثم التحليل ما يقارب 15 عامًا، وكانت النتائج مهمة للغاية من حيث كيفية رؤية العلماء لتطور أشباه البشر الأوائل والمظهر الجسدي لآخر سلف مشترك للإنسان والشمبانزي، وقد ظهر أن الهيكل العظمي لا يشبه إلى حد كبير الشمبانزي أو الغوريلا ويتمتع بالميزات "الانتقالية" المتوقعة، كما كشف تحليل الهيكل العظمي أن البشر لم يتطوروا من القردة التي تسير على مفاصل الأصابع، كما كان يُعتقد منذ زمن طويل، ويشير إلى أن تطور الشمبانزي خضع لدرجات عالية من التخصص منذ أن تباعد عن السلف المشترك الأخير، وبالتالي فإن هذه القردة هي نماذج غير صالحة لفهم مظهر هذا السلف.^[٢]

وهذه التحاليل تُظهر أن أردي كان مزيجًا غير متوقع من الخصائص المتقدمة والسمات البدائية التي شوهدت في القردة الأكبر سناً والتي كانت على عكس الشمبانزي أو الغوريلا، مما وفر للعلماء نافذة على ما كان يمكن أن يكون عليه آخر سلف مشترك للبشر والقردة الحية.^[٣]